إذا اردت أن يكون لك أهداف واضحة في حياتك فهذا جميل يا صديقي لأن هناك أكثر من ثُلثي البشرية لا يعرفون أهمية وجود الأهداف في حياتهم!! وبالتالي كل ما يلهثون عليه في هذه الحياة هو العيش في حدود متطلبات الحياة العادية.
لكنك أنت مُختلف، أنت تسعى بالفعل لكي تحقق أهدافك في الحياة وتراها واقعاً، والدليل أنك تقرأ هذا المقال، وتؤمن بأهمية الأهداف، فلماذا عليك كتابة أهدافك إذاً طالما أنها موجوده في عقلك؟
هل يمكنك أن تتحدى نفسك يوماً بكتابة أهدافك و الإصرار على تحقيقها؟ إن الأمر يتطلب منك فقط ورقة و قلم ، لم أطلب منك مالاً أو أن تجمع أشياء من هنا وهناك غير أفكارك، فمن أجل تحقيق أهدافك بصورة أكثر فاعلية، تحتاج إلى ضربة البداية التي تتطلب منك كتابة هذه الأهداف. وهذا ما نريد معرفته بالضبط في مقالنا هذا لماذا عليك كتابة أهدافك ؟ و كيف يمكنك تحقيقها بعد كتابتها؟
لماذا عليك كتابة أهدافك؟
1. الكتابة هي قوة بالفعل، أن تكتب أهدافك يعني أن تُخرجها من محيط عقلك و حيّز تفكيرك و خيالاتك المختلطة الى العالم الواقعي، إلى العالم المادي ، إلى المكان الذي تطمحُ أن تتحقق فيه أحلامك، فلا يمكن أن تتحدث عن أهداف في عقلك من دون توضيح كيف هي هذه الأهداف ولماذا هي بالتحديد، ما هو الإطار الموجودة عليه هذه الأهداف أم أنها مجرّد أمنيات فقط ستكتفي بوجودها داخل ذهنك، فالكتابة تنقلُها من مجرد فقط أفكار، أمنيات، أحلام إلى أهداف حقيقية سوف تلتزم بتحقيقها.
2. كتابة أهدافك يعني أن الأمر سقط من مجرد أمنيات وأحلام خيالية إلى أهداف تتطلّب فعل شيء ما من أجلها، فالكتابة تحرّك فيك الفعل، وقوة الكتابة تنبع من أنها محفّزة بإمتياز، فكلما تذكرت الكلمات التي كتبتها، والدفتر الذي يحوي هذه الكلمات سوف تتذكّر على الفور أن هناك أمور عليك فعلها، ستتحفّز لأدائها و كأنك مجبور لفعلها، لقد أصبحت اهدافك المكتوبة تعبّر عن نفسها بداخلك، كأنها تقول لك هيا افعل شيء من أجلي، إنها فعلاً تحفّزك لفعل شيء من أجل أن يتحقّق.
3. عندما تكتب أهدافك تستطيع من خلال الكتابة معرفة وتقييم الهدف جيّداً، فيكون تسائُلك: هل هذا الهدف فعلاً مُناسب لي؟ هل يمكنني تحقيقه؟ هل هو مهم إلى هذه الدرجة؟ هل الهدف متسق مع قيمي و مبادئي؟ ماذا سأجني من تحقيق هدف كهذا؟ ستجد أنه من السهولة طرح الأسئلة وإيجاد أجوبة لها إذا كانت مكتوبة، أما الأمنيات التي لا تُكتب فإن الأمر قد يختلط عليك، فقد لا تستطيع طرح الأسئلة لوجود عدد من الأمنيات الأخرى داخل ذهنك، فكي تخرج من فكرة اختلاط الأفكار والتشويش الذي قد يحدث كان لا بد لك من كتابة أهدافك.
4. كتابة أهدافك تساعدك على تحديد فترات مناسبة للمهام التي ستضعها والوقت المُناسب لتحقيقها، لايمكن لهدف أن يعيش دون عامل الزمن، عليك تحديد الفترة المُناسبة له. والكتابة تُساعدك على ذلك؛ فيمكنك وضع حسابات بعينها حسب أعمالك ومهامك ودرجة توافرك ووقتك المُناسب لتحقيق أهدافك. وكما قال نابليون هيل صاحب كتاب فكّر تُصبح غنيّاً : ‘ هدف من دون موعد نهائي لتحقيقه فهو ليس سوى مجرّد أمنية.
5. طالما أنك قُمت بكتابة أهدافك فإنه من السهل عليك تحديد الأولويات من كل هدف، فتخيل معي أن لديك أكثر من 7 أهداف في ذهنك، كيف يمكنك إختيار أهمها والبدء في التركيز عليها وتنفيذها إن الأمر ذهنياً قد تظنّه سهلاً، لكنه عند التنفيذ ستجد أنك ستركنه الى العشوائية. هنا عليك بكتابة أهدافك لتكون على إطلاع دائم بأهم هذه الأهداف التي عليك البدء بتنفيذ مهامها.
6. كتابة أهدافك ترفع من نسبة تحقيقك لهذه الأهداف، فهناك دراسة قام بها دكتور جِيل ماثيو، بروفيسور في علم النفس، أكد أنه إذا قُمت بكتابة أهدافك فإنه من المرجح أنك سوف تحقق هذه الأهداف بنسبة 42% وهذه الدراسة أمر من المفترض أن يشجعك أكثر على كتابة أهدافك والعمل على تحقيقها.
كيف يمكنك تحقيق أهدافك بعد كتابتها؟
1. أكتب أهدافك في كل جوانب حياتك
قم بكتابة عشر أهداف على الأقل، ليس في جانب واحد، بل في كل جوانب الحياة، الجانب الروحي، الشخصي، العملي، المالي، العائلي، الترفيهي، جانب العلاقات وهكذا، عندما تصنّف أي هدف يتبع لأي جانب ستكون على وعي أكبر بأولوياتك في كل جانب وعندها لن تخلط الجانب العملي مع الشخصي مثلاً، وعندما يحين وقت التنفيذ ستضع الأهم في كل جانب تحت التنفيذ.لا تخف من أن هذا الهدف لن يتحقق بل كُن مطمئناً أن أهدافك سوف تتحقق إن آمنت بذلك، إستخدم قوة إيمانك.
2. حدّد أهم شيء من كل جانب في حياتك
حدّد من كل جانب في حياتك شيء واحد إذا قُمت به ستتبدّل حياتك، وستصبح أكثر نجاحاً و سعادة و إيجابية، نعم شيء واحد من كل جانب، فمثلاً ما هو الشيء الواحد الذي إذا قْمت به في الجانب الروحي ستتحسّن صلتك بالله؟ أو سؤال آخر ما هو الشيء الواحد الذي إذا قُمت به في الجانب العملي سترتفع إنتاجية الشركة؟!
3. كْن جاهزا و ستأتي الفرصة
لا اظن أنك تحلم بأن تكون مذيعاً ذائع الصيت و أنت لم تطرق أي باب لهيئة الإذاعة أو لم تنضم لأي دورة تدريبية في هذا المجال الذي تُحبه، لذلك اغتنم الفرص التي تأتي إليك بأن تكون جاهزاً، فإذا لم تحصل حتى الآن على هدف بعينه فهذا لأنك ما زلت في مكانك. قم بفعل شيء جديد في كل مرة حتى تتحرّك إلى الأمام.
4. إستخدم قوة خيالك مع الصور المحفزة
وأقصد بها صور تُناسب الهدف الذي تريد تحقيقه لكي تحوّل هذه الصور إلى واقعك الجديد المُعاش، فعقلك الباطن لا يستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال ولكنه يعلم فقط أنك متمسّك بهذا الشيء، ولديك عاطفة قوية و إيجابية تجاه هذا الشيء، فلماذا لا يكون موجوداً في حياتك اذاً؟ فمثلاً إذا أردت سيارة بي ام دبليو جديدة، فما الذي عليك فعله؟ ألصق الصورة بالقرب من حائطك وأستمتع بمنظر سيارتك كل يوم كأنك امتلكتها، يمكنك أن تجرّب قوة الخيال أيضا ً، أن تجلس مع نفسك لمدة 10 دقائق يومياً و تتخيل هذه الأهداف وقد تحققت بالفعل.
5. راجع قائمة أهدافك صُبحاً و مساءً
راجع قائمة مهامك اليومية واكتب أمام كل هدف، 10 طرق لتحقيق هذا الهدف، لا تقم بنقد الأفكار التي تأتي إليك، المهم أن تكتبها كلها حتى تأتي إليك الفكرة التي تغيّر مجرى حياتك، أقصد بالطبع الفكرة الإبداعية، عندما تجرّب عدد الأفكار من خلال العصف الذهني اليومي، ستزداد قوة أفكارك، و سيزداد إبداعك بالفعل.
6. تعلّم شيء جديد كل يوم
فكلما كُنت محبّاً للمعرفة زادت خبراتك وتراكمت معرفتك، مما سوف يُساعدك كثيراً عند كل هدف تريد تحقيقه، إن التعلم لا يأتي فقط من قراءة الكُتب ، و السعي وراء الدورات التدريبية، بل إن التجارب الفاشلة قبل الناجحة هي أكبر معلّم لك، فهل أنت مُستعد لخوض التجارب، إذا علِمت أنك رابح على كل حال، فإما حققت الهدف أو اكتسبت الخبرة وهذا هو المطلوب.
وفي الختام، انصحك بقراءة كتاب الاهداف للمؤلف براين تريسي.
يحتوي على خطوات عملية مميّزة حول كتابة أهدافك، وقد جربتها وكانت مفيدة جدّاً لي في تحقيق معظم أهدافي.
تابعنا