التأمّل بالتفصيل المختصر !!

فكرة التأمل لدى الكثيرين هو مشهد الجلوس على الأرض ومحاولات جادة للحفاظ على إغلاق العينين. إلا أن التأمل يعتمد أكثر على الانفصال عن البيئة المحيطة وإيجاد سلامك الداخلي وهو ما يطلق عليه في التأمل الزِّن (ZEN). وتعتبر ممارسة التأمل بانتظام هي أفضل أساليب الاسترخاء التي تمنحها لدماغك، حيث يتمكن العقل من الانغماس في لحظة نقاهة والاسترخاء عندما يكون مرتاحًا دون التركيز على العالم الخارجي.

التأمل يرفع معنوياتك العاطفية

يُصاب الجميع بلحظات من التوتر نقدّر خلالها أي دَفعة معنوية ولو كانت بسيطة. فالتأمل هو طريقة عظيمة لتعديل مزاجك؛ حيث أظهرت الدراسات أن ممارسة التأمل يبث مستويات أعلى من موجات ألفا المعروفة بالحد من المشاعر السلبية والتوتر والحزن والغضب. لذا فإنّ لممارسة التأمل واسترخاء العقل دور في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق.

التأمل لصفاء الذهن

هل تبذل جهدًا لتتمكن من التركيز وتشعر بأنك مُثقل بالكثير من الأمور لتؤديها في آن واحد؟ التأمل هو طريقة رائعة لتشعر بصفاء الذهن، فهي تحسّن الذاكرة والوعي الذاتي وحتى القدرة على تحديد الأهداف والأولويات والالتزام بها. فقد أشارت الأبحاث إلى أن ممارسة التأمل يؤثر إيجابًا على شكل الدماغ وحجمه. بل وأظهرت بعض الدراسات أنه بعد ثمانية أسابيع من برنامج تأملٍ منتظم تصبح المادة الرمادية في الدماغ أكثر كثافة في المناطق المسؤولة عن التعلّم ومعالجة الذاكرة والسيطرة على العواطف.

التأمل هو تمرينٌ للعقل بأخذ قسط من الراحة

لا تعتبر التمارين البدنية الطريقة الوحيدة للحفاظ على جسمك قويًا وصحيًا؛ فالتأمل أيضًا تمرينٌ ذهنيٌ يحافظ على صحتك. إذ تشير بعض الدراسات إلى أن ممارسة التأمل بانتظام يساهم في خفض ضغط الدم ويحسّن من معدل ضربات القلب، مما يؤدي دورًا هامًا في نقل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون في الجسم. وهذا بدوره يساعدنا على إنتاج الأجسام المضادة ضد الفيروسات. وكما يساعد التأمل على تعزيز مناعتنا ويرفع قدرتنا على تحمل الألم كذلك.

صحيح أن التأمل ليس بديلًا عن الاستشارة الطبية أو أسلوب الحياة الصحي، ولكن ينبغي أن يكون جزءًا من برنامجٍ متوازن في روتينك اليومي لتحافظ على صحتك الجسدية والنفسية. ستجد العديد من أنواع التأمل المختلفة التي يمكنك أن تجربها، الأهم أن تمنحها فرصة لمدة كافية من الوقت حتى تجد ما يناسبك وتستمتع بمنافعه. تمرين بسيط سيمنحك شعورًا مختلفًا تمامًا.

كيف تبدأ التأمل

لتبدأ ممارسة التأمل، من المهم أن نخبرك بأن الطريقة الأسهل لذلك تكمن عبر التركيز على عملية التنفس فقط.

إذ أن التركيز على نقطة واحدة يعد تحدي للدماغ، وقد تواجه صعوبة في تحقيق ذلك في بداية الأمر لأكثر من عدة دقائق (لا تقلق هذا أمر طبيعي جدًا).

عندما يفقد دماغك تركيزه على عملية التنفس، حاول التركيز من جديد على ذلك، ومع مرور الوقت، ستلاحظ أن هذه العملية أصبحت أسهل لك ولدماغك.

إليك خطوات التأمل للمبتدئين:

-اجلس أو استلقي بشكل مريح، (حاول الحفاظ على استقامة ظهرك طوال فترة التمرين)

-قم بإغلاق عينيك لاتحاول السيطرة على عملية التنفس، بل اجعلها طبيعية.

-ركز اهتمامك وتركيز دماغك على عملية التنفس الخاصة بك، وكيفية استجابة الجسم لذلك، حاول التركيز على منطقة البطن، ثم الصدر، ثم الأكتاف.

-في حال تشتت دماغك وراودته بعض الأفكار المختلفة، حاول السيطرة عليه من شديد من خلال التركيز على عملية التنفس مرة أخرى.

حاول تطبيق هذه الخطوات لمدة دقيقتين أو ثلاثة في البداية، من ثم اعمل على زيادة فترة التأمل رويدًا رويدًا.

ومن فوائد التأمل ايضاً:

-الإسترخاء

-انخفاض ضغط الدم المرتفع

-تحسين تدفق الدورة الدموية في الجسم

-انخفاض معدل نبضات القلب

-التنفس بصورة أفضل

-زيادة الإنتاجية بشكل عام

-الشعور بتوتر أقل

-زيادة الشعور بالطاقة

-انخفاض مستوى الكورتيزول في الجسم، وهو عبارة عن هرمون مسؤول عن عملية الأيض، ويتم إطلاقه في الجسم في حالات الضغط.

-تعزيز صحة الدماغ وتقليل وتيرة شيخوخته، وذلك عن طريق زيادة مستوى المادة السنجابية فيه، والمسؤولة عن التحكم بالعضلات والنظر والسمع والذاكرة والمشاعر.

نصائح مهمة للبدء بالتأمل

بعد أن تعرفت على خطوات كيفية البدء بالتأمل، وفوائده الصحية، نقدم لك مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تساعدك بتحقيق لك:

-مارس التأمل يوميًا لو لعشر دقائق فقط، فذلك أفضل من ممارستها لمدة ساعة مرة واحدة أسبوعيًا.

-اختر مكانًا هادئًا للتأمل: فذلك من شأنه أن يساعدك على التركيز بشكل أفضل.

-إن كنت تواجه صعوبة في التركيز على عملية التنفس فقط، قم بعد مرات التنفس:

واحد..اثنين..ثلاثة..أربعة..خمسة…ثم كرر من جديد.

تذكر، أن ممارسة التأمل ستصبح أسهل مع مرور الوقت.