الحزن أحد المشاعر الإنسانية الأربعة وهي :
السعادة والحزن والغضب والخوف
أن الحزن يمكن أن يكون إشارة للأشياء التي نريد تغيرها في أنفسنا، أن نتعلم ونتطور ونغير من أنفسنا أو إشارة لأننا نشعر بالوحدة ونحتاج لأن نتواصل مع الآخرين.
اهم فوائد الحزن هي:
تفريغ الكُبت
من ضمن أروع وأهم فوائد الحزن حيث يجب عليك أن تعلم أن الكبت موضوع كبير جداً بل ويوجد هناك كتاب كامل لعالم النفس الشهير فرويد الذي أسس علم النفس الحديث والكتاب اسمه (الكبت) ويتحدث فرويد عن تحليله للشخصيات الذي كانت تأتي له في العيادة يومياً ويحكون له عن طفولتهم والكبت الذي كانوا يتعرضون له دون أن يوجد منفذ يطلقون فيه هذا الضغط النفسي الذي يأكل في النفس البشرية، وحتى الآن نجد الكثير من الأمراض النفسية مرتبطة تماماً بالكبت ومن ضمن المعلومات الغريبة التي ربما تستغربها هي أن نسبة المرضى النفسيين من الرجال الذي يكون السبب الأساسي والمباشر لمرضهم هو الكبت أعلى من الإناث وذلك لن الإناث يفرغون الكبت بطرق كثيرة، منها والمعروف جداً البكاء، وأحياناً كثيرة يأخذ الموضوع منحى هزلي ويبدأ الناس أو الأسرة باتهام الفتيات بالمبالغة عند كثرة بكائهم دون أسباب أو كثرة شكواهم وفي الحقيقة أن هنا فائدة الحزن والدموع الذي من الممكن أن تذرفها الفتيات هي فائدة جوهرية في المحافظة على الاتزان النفسي والعقلي لدى الفتاة. في حين أن الفتى أو الرجل تكون له أحياناً رغبة في البكاء لكنه يكبح هذه الرغبة داخله تحت قمع الكلمة المشهورة “أن الرجال لا يبكون” وربما هذا مفيد أيضاً أن يكون الرجل جلود وصامد في المواقف أكثر من الأنثى ولكن على المدى الطويل فالكبت هذا من الممكن أن يؤثر تأثيراً مدمراً على نفسية الرجل. لذلك أن فوائد الحزن ليست بالخيالية لكنها حقيقه، والدموع هي من ضمن مصرفات الكبت الإنساني، فمن المعروف جداً أيضاً أن النساء الذين يبكون ويذرفون الدموع ومن ثم تجدهم بعد حين يضحكون ويلعبون وقد تقول أنت أن النساء مجانين أو متقلبين ولكن الحقيقة أن النساء أكثر صحة نفسية بسبب ذرف الدموع وتفريغ الكبت في البكاء والحزن دون سبب، لذلك هذه نصيحة للرجال يجب ألا تدعو زوجتك أو ابنتك بأنها كثيرة النكد أو سبب نكد لأن ذلك غير حقيقي فهذا طبيعي ويجب عليك أن تتفهم هذا كرجل.
مراجعة النفس
ربما تكون فوائد الحزن غريبة لكنها تعالج نفسك دون أن تعلم ففي أحياناً كثيرة الحزن يجعل الإنسان يتوحد لفترة ما، ويتوحد التي أعنيها أن يكون وحيداً وليس لديه رغبة في التعامل مع الآخرين وربما هذا يبدو من الخارج سيء ولكن في الحقيقة أن الحياة قد تشغلنا عن بعض الأشياء الهامة في حق نفوسنا، ومنها هي هذه “أن تراجع نفسك” فالحزن يزيل العقلية الدفاعية لديك لنفسك حيث تستطيع وبسهولة أن ترى أشياء لم تكن تعتقد أنها كانت داخلك وربما تكتشف أشياء سيئة أو أشياء جيدة وهذا ما نسميه اختبار النفس أو التدقيق في نفسك كشخص وليس على الآخرين. وربما أنت تجد هذا طبيعي ولكن إن جئت إلى الحقيقة فيوجد أشخاص لا يفعلون هذا لمدة عمرهم بالكامل وهم في الغالب أشخاص عمليين لا يضعون اعتبار للمشاعر أو النفسيات في حياتهم وهم في الغالب أيضاً ليسوا محبوبين، ولكن الحزن الذي يدفعك أن تراجع نفسك هذا فهو شيء عظيم وستفهم بعدما تتخطى هذه المرحلة قيمة هذا الوقت الذي كنت تقضيه حزين في معرفة الأشياء من حولك.
اتخاذ القرارات
على سبيل المثال: هناك أشخاص في حياتنا كل ما يسببونه لنا هو الألم والحزن ولكن محبتنا لهم تغلب هذا الحزن في كل مرة حتى يأتي وقت معين يكون جرحهم فوق الاحتمال والحزن الذي يسببوه لنا قوي وعميق، ومن هنا يأخذ الشخص وقفة ضد الشعور بالحزن مرة أخرى فيبتعد عن سبب الحزن حتى ولو كان هذا مؤلم بعض الأحيان ولكنه على الأقل لن يجعل الحزن ضيف دائم في حياتنا.
الخبره
من ضمن الأشياء التي يتناساها البعض هي أن الحزن خبرة شعورية عميقة جداً تجعل مختبرها ينتقل من مجال الاستقرار العاطفي إلى مجال العصف الذهني والعاطفي بصورة سريعة جداً ومؤثرة جداً. فيها يكون الشخص حساس بأشياء لم تكن تظهر أمام عينه سابقاً ويجد نفسه يشعر بمشاعر مختلطة جداً ورغبة في اليأس وعدم استكمال الأمور وكثير من الأمور المتغيرة حسب الشخصية التي تتعرض للحزن. لذلك عندما يخرج الشخص من تجربة مريرة وحزينة فإنه يكون قد خرج منها بكمية مشاعر كبيرة جداً ربما لم يكن قد اجتاز فيها من قبل وهذا من فوائد الحزن.
الحزن والفرح
بدون حزن لن يكون هناك فرح وهذا هو القانون الفلسفي أنه لا يتحقق الشيء سوى بوجود نقيض، لأننا لم نكن سنعلم أنه هناك حياة إذا لم يكن هناك موت، ولم نكن سنعلم الأسفل سوى لو كان هناك أعلى يغايره في الاتجاه، أما إذا اختفت النقائض فمن الطبيعي أن يختفي النقيض الأخر، وهكذا هي الحياة لذلك فالحزن يجعلنا نقدّر الفرح والبشر الذين يجلبوه لنا، فتخيل معي أن هناك شخص ما لم يتعرض لموقف محزن في حياته وفجأة مات أقرب شخص له، هل سيظل كما هو لا يحزن؟ بالطبع لا سيحزن كثيراً بل وسيحزن اكثر من الآخرين، لأنه لم يجرب الحزن من قبل، وهذا ما أتحدث عنه أننا لن نعرف قيمة الفرح والوقت الطيب سوى لو مرينا على بعض الأوقات الصعبة التي ستجعلنا نتمسك بالأوقات الطيبة والأشخاص الذين يصنعون لنا الفرحة.
تابعنا